- المسجد الأقصى بالجعرانة :
جاء بكتاب أخبار مكة في قديم الدهر وحديثه لابن إسحاق الفاكهي ج 5 ص 61 الأحاديث التالية :
حدثنا الزبير بن أبي بكر ، ويعقوب بن حميد ، يزيد أحدهما على صاحبه قالا : ثنا أبو ضمرة أنس بن عياض ، عن عبد الملك بن جريج ، عن محمد بن طارق ، أنه قال اتفقت أنا ومجاهد بالجعرانة ، فأخبرني :
« أن المسجد الأقصى الذي من وراء الوادي بالعدوة القصوى مصلى النبي صلى الله عليه وسلم بالجعرانة »
حدثنا عبد الله بن منصور ، عن سعيد بن سالم القداح ، عن سعيد بن بشير ، عن عبد الكريم ، عن يوسف بن ماهك قال :
اعتمر من الجعرانة ثلاثمائة نبي .
وحدثنا سلمة بن شبيب قال : ثنا عبد الرزاق قال : أنا معمر ، عن ابن طاوس ،عن أبيه قال :
إن النبي صلى الله عليه وسلم لما فرغ من قتال أهل حنين اعتمر من الجعرانة .
وجاء في كتاب أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار للأزرقي ج 2 ص 824-825 دراسة وتحقيق عبد الملك بن دهيش 2003م- مكتبة الأسدي :
قال محمد بن طارق اتفقت أنا ومجاهد بالجعرانة فأخبرني أن المسجد الأقصى الذي من وراء الوادي بالعدوة القصوى مصلى النبي كان بالجعرانة….. ” .
وجاء في (خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى للسمهودي ج 1 ص 499 ) [الباب السابع فيما يعزى إليه صلى الله عليه وسلم من المساجد التي صلى فيها في الأسفار والغزوات] :
“مسجد بالجعرانة” وهو المسجد الأقصى الذي تحت الوادي بالعدوة القصوى . ” , أما الأدنى الذي على الأكمة فبناه رجل من قريش .؟
للواقدي، وقوله :
” وانتهى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إلى الجِعِرَّانة ليلة الخميس لخمس خلون من ذي القعدة فأقام بالجعرانة ثلاث عشرة فلما أراد الانصراف إلى المدينة خرج من الجعرانة ليلة الأربعاء لاثنتي عشرة بقيت من ذي القعدة ليلا فأحرم من
المسجد الأقصى الذي تحت الوادي بالعدوة القصوى ، وكان مصلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا كان بالجعرانة ،
فأما هذا المسجد فبناه رجل من قريش ، واتخذ ذلك الحائط (البستان) عنده ولم يجز رسول الله صلى الله عليه وسلم الوادي إلا محرما فلم يزل يلبى حتى استلم الركن”.
أهل مكة طلبوا أن يصف لهم المسجد الأقصى :
الروايات التي تتحدث عن الإسراء جاء بها أن أهل مكة طلبوا من النبي أن يصف لهم المسجد الأقصى فوصفه لهم وصفاً دقيقاً شمل وصف أبوابه وشبابيكه وحيطانه ، وإذا سلمنا بصحة كل هذه الروايات جدلاً فلا بد أن النبي كان يصف مسجد قائم ومعروف ومشيد في عصره ، وهذا ينفي أن يكون هذا المسجد هو المسجد الأقصى الموجود بفلسطين حالياً ويؤكد أنه المسجد الأقصى بالجعرانة .
لمَّا كان ليلةُ أُسرِي بي وأصبحتُ بمكَّةَ ، فُظِّعتُ بأمري وعرفتُ أنَّ النَّاسَ مكذِّبيَّ ، فقعد معتزِلًا حزينًا قال : فمرَّ عدوُّ اللهِ أبو جهلٍ فجاء حتَّى جلس إليه فقال له كالمستهزئِ : هل كان من شيءٍ ؟ فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم : نعم قال :
ما هو ؟ قال : إنَّه أُسرِي بي اللَّيلةَ . قال : إلى أين ؟ قال : إلى بيتِ المقدسِ , قال : ثمَّ أصبحتَ بين ظَهرانينا ؟ قال : نعم . قال : فلم يرَ أنَّه يُكذِّبُه مخافةَ أن يجحدَه الحديثَ إذ دعاه قومُه إليه , قال : أرأيتَ إن دعوتَ قومَك تُحدِّثُهم ما حدَّثتَني ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم : نعم , فقال : هيَّا معشرَ بني كعبِ بنِ لؤيٍّ , حتَّى قال : فانتَفَضت إليه المجالسُ ، وجاءوا حتَّى جلسوا إليهما , قال : حدِّثْ قومَك بما حدَّثْتَني , فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم : إنِّي أُسرِي بي اللَّيلةَ , قالوا : إلى أين ؟ قلتُ : إلى بيتِ المقدسِ , قالوا : ثمَّ أصبحتَ بين ظَهرانينا ؟ قال : نعم , قال : فمن بين مصفِّقٍ ، ومن بين واضعٍ يدَه على رأسِه متعجِّبًا للكذبِ زعَم , قالوا : وهل تستطيعُ أن تنعتَ لنا المسجدَ ؟ – وفي القومِ من قد سافر إلى ذلك البلدِ ورأَى المسجدَ – فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم : فذهبتُ أنعتُ ، فما زِلتُ أنعتُ حتَّى التبس عليَّ بعضُ النَّعتِ , قال : فجِيء بالمسجدِ وأنا أنظرُ حتَّى وُضِع دون دارِ عِقالٍ أو عُقيلٍ فنعتُّه وأنا أنظرُ إليه , قال :
وكان مع هذا نعتٌ لم أحفَظْه , قال : فقال القومُ : أمَّا النَّعتُ فواللهِ لقد أصاب .
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح دلائل النبوة الصفحة أو الرقم : 289 | خلاصة حكم المحدث : صحيح على شرط الشيخين
فالمسجد الأقصى بفلسطين لم يكن قد بني في عهد النبي كما جاء بكل مصادرنا الإسلامية ، فقد تم البدء في بناءه هو ومسجد قبة الصخرة في عهد عبد الملك بن مروان سنة 66 هـ ـ 72 هـ ، وتم اكتمال بناء المسجدين في عهد الوليد بن عبد الملك سنة 86 هـ .
وليخرج المشايخ من هذا المأزق برروا الأمر بان النبي أسري به إلي المكان المقدس الذي في فلسطين والذي بني فيه عبد الملك بعد ذلك المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة ، ونقول لهم إذاً قولوا لنا ما هي حيطان وأبواب وشبابيك المسجد الذي كان يصفه النبي لكفار قريش كما جاء بهذه الروايات والأحاديث المنسوبة للنبي والصحابة ، فإما أن يكون ما جاء بهذه الروايات كذب وزور أو يكون المسجد الذي وصف النبي حيطانه وشبابيكه وأبوابه هو المسجد الأقصى بالجعرانة الذي كان موجوداً من قبل عصر البعثة النبوية كما جاء بالروايات المتعلقة بتاريخ بناءه .
وعلى الجانب الأخر لم يكن هناك بأرض فلسطين شيء أسمه المسجد الأقصى أوبيت المقدس فهذا المكان كان معروفاً في عهد النبي باسم بيت إيليا ، واسم بيت المقدس لم يطلق على تلك المدينة إلا في عهد معاوية بن أبي سفيان فوثيقة تسليم ما يسمي اليوم بمدينة القدس عرفت بوثيقة تسليم مدينة إيلياء ، وهي تلك الوثيقة التي وقع عليها عمر بن الخطاب مع كبير أسقف بيت لحم .
ومن فضائل وادي الجعرانة ما ذكره الجندي في “فضل مكة” لأنه قال فيما رويناه عنه: حدثنا عبد الوهاب بن فليح، حدثني سعيد بن سالم القداح، عن سعيد بن بشير، عن عبد الكريم الجردي، عن يوسف بن ماهك، قال: اعتمر من الجعرانة ثلاثمائة نبي، وصلى في مسجد الخيف سبعون نبيا.
فكيف سيصف النبي لكفار قريش مسجد لم يكن موجوداً أصلاً علي ارض فلسطين في زمانه
وكيف سيسري به إليه ويصلي بالأنبياء فيه .