ما هى الحكمة عندما ترك النبيّ أمته بدون جمع القرآن وتدوين السُنَّة

مع أن هناك أمر من النبيّ بكتابة السُنَّة
فلماذا لم يُدَوِّن أبو بكر وعمر السُنَّة في حين أنهما قد جمعا القرآن بدون أمر النبيّ ؟

تضارب الأحاديث بين المنع والإباحة
 أحاديث الإباحة في كتابة أحاديث النبي :
قال : قُلْتُ : يا رسولَ الله ، أكتُبُ ما أسمَعُ منك ؟ قال : نعمْ، قُلْتُ : في الرِّضا والسُّخطِ؟ قال : نعمْ ؛
فإنَّه لا يَنبَغي لي أنْ أقولَ في ذلك إلَّا حقًّا ، قال محمَّدُ بنُ يزيدَ في حديثِه : يا رسولَ اللهِ ،
إنِّي أسمَعُ منك أشياءَ ، فأكتُبُها ؟ قال : نعمْ .
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند لشعيب الصفحة أو الرقم : 6930

عن عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو رَضِيَ اللهُ عنهما ، قال : كنتُ أكتُبُ كلَّ شيءٍ أسمَعُهُ مِن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، أُريدُ حِفْظَهُ ، فنهَتْني قريشٌ ، وقالوا : أتكتُبُ كلَّ شيءٍ تسمَعُهُ ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بشَرٌ يتكلَّمُ في الغضبِ والرِّضا ؟! فأمسَكْتُ عَنِ الكِتابِ ، فذكَرْتُ ذلك لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ،
فأَوْمأَ بإِصْبَعِهِ إلى فِيهِ ، فقال : اكتُبْ ؛ فوالذي نفْسي بيدِهِ ، ما يخرُجُ منه إلَّا حقٌّ .
الراوي : عبد الله بن عمرو | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود الصفحة أو الرقم3646

ما مِن أصْحَابِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أحَدٌ أكْثَرَ حَدِيثًا عنْه مِنِّي ، إلَّا ما كانَ مِن عبدِ اللَّهِ بنِ عَمْرٍو ؛
فإنَّه كانَ يَكْتُبُ ولَا أكْتُبُ .
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم 113

أَرْسَلَ إلَيَّ أبو بَكْرٍ مَقْتَلَ أهْلِ اليَمَامَةِ وعِنْدَهُ عُمَرُ، فَقالَ أبو بَكْرٍ: إنَّ عُمَرَ أتَانِي، فَقالَ: إنَّ القَتْلَ قَدِ اسْتَحَرَّ يَومَ اليَمَامَةِ بالنَّاسِ ، وإنِّي أخْشَى أنْ يَسْتَحِرَّ القَتْلُ بالقُرَّاءِ في المَوَاطِنِ ، فَيَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنَ القُرْآنِ إلَّا أنْ تَجْمَعُوهُ ،
وإنِّي لَأَرَى أنْ تَجْمَعَ القُرْآنَ ، قالَ أبو بَكْرٍ: قُلتُ لِعُمَرَ: كيفَ أفْعَلُ شَيئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟ فَقالَ عُمَرُ: هو واللَّهِ خَيْرٌ ، فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ يُرَاجِعُنِي فيه حتَّى شَرَحَ اللَّهُ لِذلكَ صَدْرِي ، ورَأَيْتُ الذي رَأَى عُمَرُ،
قالَ زَيْدُ بنُ ثَابِتٍ: وعُمَرُ عِنْدَهُ جَالِسٌ لا يَتَكَلَّمُ ، فَقالَ أبو بَكْرٍ: إنَّكَ رَجُلٌ شَابٌّ عَاقِلٌ ، ولَا نَتَّهِمُكَ ، كُنْتَ تَكْتُبُ الوَحْيَ لِرَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فَتَتَبَّعِ القُرْآنَ فَاجْمَعْهُ.
فَوَاللَّهِ لو كَلَّفَنِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنَ الجِبَالِ ما كانَ أثْقَلَ عَلَيَّ ممَّا أمَرَنِي به مِن جَمْعِ القُرْآنِ ، قُلتُ: كيفَ تَفْعَلَانِ شيئًا لَمْ يَفْعَلْهُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟ فَقالَ أبو بَكْرٍ: هو واللَّهِ خَيْرٌ ، فَلَمْ أزَلْ أُرَاجِعُهُ حتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ اللَّهُ له صَدْرَ أبِي بَكْرٍ وعُمَرَ ، فَقُمْتُ فَتَتَبَّعْتُ القُرْآنَ أجْمَعُهُ مِنَ الرِّقَاعِ والأكْتَافِ ، والعُسُبِ وصُدُورِ الرِّجَالِ ، حتَّى وجَدْتُ مِن سُورَةِ التَّوْبَةِ آيَتَيْنِ مع خُزَيْمَةَ الأنْصَارِيِّ لَمْ أجِدْهُما مع أحَدٍ غيرِهِ:
{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ} [التوبة: 128] إلى آخِرِهِمَا ، وكَانَتِ الصُّحُفُ الَّتي جُمِعَ فِيهَا القُرْآنُ عِنْدَ أبِي بَكْرٍ حتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ عِنْدَ عُمَرَ حتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ ، ثُمَّ عِنْدَ حَفْصَةَ بنْتِ عُمَرَ.
الراوي : زيد بن ثابت | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم : 4679 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

 مع أن هناك أمر من النبيّ بعدم كتابة السُنَّة ,
فمن ذا الذي أباح للمحدثين (البخاري وغيره) بتدوين السُنَّة ؟

 أحاديث النهي عن كتابة أحاديث النبي :
لا تَكْتُبُوا عَنِّي ، ومَن كَتَبَ عَنِّي غيرَ القُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ ، وحَدِّثُوا عَنِّي ، ولا حَرَجَ ، ومَن كَذَبَ عَلَيَّ قالَ هَمَّامٌ : أحْسِبُهُ قالَ : مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ .
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم 3004

استأذنَّا النبيَّ صلى اللهُ عليهِ
وسلمَ في الكتابةِ فلمْ يأذنْ لنَا .
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي | الصفحة أو الرقم 2665

لم يكن الحديث في عهد النبي وخلفائه الأربعة الراشدين مدوّناً كما دوِّن فيما بعد ،وقد روى البيهقي في “المدخل” (1) عن عروة بن الزبير أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أراد أن يكتب السنن ، فاستشار أصحاب رسول الله في ذلك ، فأشاروا عليه أن يكتبها ، فطفق عمر يستخير الله فيها شهراً ، ثم أصبح يوماً وقد عزم الله له ، فقال : إني كنت أردت أن أكتب السنن ، وإني ذكرت قوماً ، كانوا قبلكم ، كتبوا كتباً ، فأكبوا عليها ، وتركوا كتاب الله ، وإني والله لا ألبس كتاب الله بشيء أبداً .
رواه البيهقي في “المدخل” (731) ، وعبد الرزاق عن معمر في “جامعه” (11/257- المحلق في آخر المصنف)

ما هى الحكمة عندما ترك النبيّ أمته بدون جمع القرآن وتدوين السُنَّة , في حين أن الإسلام قاطبة هو السُنَّة لأن القرآن لا يُفهَم ولا تُعرَف أحكامه وأوامره ونواهيه بدرجاتهما الثلاثة إلا من خلال السُنَّة .
بل أن قراءة القرآن بقرآته الأربعة عشر المتفق عليها لا نستطيع قراءته إلا من خلال علوم السُنَّة ؟

Share This