هل القرآن والحديث يتفقون على رأي واحد
عزيزي القارئَ، إن القرأن يدعو الناس الى النكاح حتى لو كانوا فقراء وهذا ما نقرأه في سورةِ النورِ
“وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ” ( النور: 32)
وفي نفس الوقت أكد الدكتور مبروك عطية على أن من كان غير قادر على الانفاق أن لا يتزوج مسترشداً بحديث أبي هريرة في البخاري “اذا عجز الزوج عن الإنفاق على زوجته طلقها”
كذلك أشار الدكتورِ مبروكٍ عطية في كلامهِ إلى أنَ اللهَ قدْ قالَها في القرآنِ في سورة النور 33، وهذا يغني عن الرجوعِ إلى الحديثِ. “وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ” [سورة النور 33]
وأيضاً بقراءة الحديث التالي والراوي هي عائشة، وهو ما كان يفعله محمد نفسه
” وَاللَّهِ يا ابْنَ أُخْتي إنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إلى الهِلَالِ، ثُمَّ الهِلَالِ، ثُمَّ الهِلَالِ، ثَلَاثَةَ أَهِلَّةٍ في شَهْرَيْنِ، وَما أُوقِدَ في أَبْيَاتِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ نَارٌ، قالَ: قُلتُ: يا خَالَةُ فَما كانَ يُعَيِّشُكُمْ؟ قالَتْ: الأسْوَدَانِ التَّمْرُ وَالْمَاءُ، إلَّا أنَّهُ قدْ كانَ لِرَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ جِيرَانٌ مِنَ الأنْصَارِ، وَكَانَتْ لهمْ مَنَائِحُ، فَكَانُوا يُرْسِلُونَ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مِن أَلْبَانِهَا، فَيَسْقِينَاهُ.
الراوي: عائشة أم المؤمنين | المحدث: مسلم | المصدر : صحيح مسلم | الصفحة أو الرقم : 2972 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
و من خلال هذا الحديث يثور في أذهاننا سؤال هام وهو لماذا لم يطلق النبي زوجاته مع هذا الفقر الشديد الذي كان يعانيه تطبيقاً لسورة النور33
ايضا عزيزي القارئ لنقرأ حديث أخر في صحيح البخاري أنظر معي ماذا يقول.
[ بيْنَما نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، إذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يا رَسولَ اللَّهِ هَلَكْتُ. قَالَ: ما لَكَ؟ قَالَ: وقَعْتُ علَى امْرَأَتي وأَنَا صَائِمٌ، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هلْ تَجِدُ رَقَبَةً تُعْتِقُهَا؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَهلْ تَسْتَطِيعُ أنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ، قَالَ: لَا، فَقَالَ: فَهلْ تَجِدُ إطْعَامَ سِتِّينَ مِسْكِينًا. قَالَ: لَا، قَالَ: فَمَكَثَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَبيْنَا نَحْنُ علَى ذلكَ أُتِيَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعَرَقٍ فِيهَا تَمْرٌ – والعَرَقُ المِكْتَلُ – قَالَ: أيْنَ السَّائِلُ؟ فَقَالَ: أنَا، قَالَ: خُذْهَا، فَتَصَدَّقْ به فَقَالَ الرَّجُلُ: أعَلَى أفْقَرَ مِنِّي يا رَسولَ اللَّهِ؟ فَوَاللَّهِ ما بيْنَ لَابَتَيْهَا – يُرِيدُ الحَرَّتَيْنِ – أهْلُ بَيْتٍ أفْقَرُ مِن أهْلِ بَيْتِي، فَضَحِكَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى بَدَتْ أنْيَابُهُ، ثُمَّ قَالَ: أطْعِمْهُ أهْلَكَ.
الراوي: أبو هريرة | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري | الصفحة أو الرقم: 1936
لماذا لم يأمر نبي الإسلام ذلك الرجل بأن يطلق زوجته.
وفي النهايةِ عزيزي القارئُ نجد أنفسنا أمام تناقض غريب وهو أنَ اللهَ في القرآنِ في (النور 32) يأمرُ بأن تزوجوا حتى ولوْ كانوا فقراء فالله سيغنيكم، وفي الأحاديث يتصرف نبي الإسلام كذلك، لكن في الآية التالية (النور33) يأمر الله بشيء آخر، إذاً فماذا يفعلُ المسلمُ في النهايةِ؟